الثلاثاء، يونيو ١٢، ٢٠٠٧

مهزلة الانتخابات

يوم اخر من ايام مصر السوداء ذلك الذى تسميه الدولة بانتخابات مجلس
الشورى لعام 2007
اكتب وراسى تكاد تنفجر من الصداع جراء الوقوف تحت شمس يونية
لمدة ساعتين محاولاً خلال هاتين الساعتين ان امارس حقى الدستورى
فى اختيار من ينوب عنى فى المجلس وذلك لأول مرة فى حياتى حيث اننى
بلغت عامى الثامن عشر تقريباً
والان اسمح لى ان اصف لك الحال امام لجنة قرية العاقولة التابعة لمركز
الرياض بمحافظة كفر الشيخ وهى لجنة تتبع الدائرة الثانية بالمحافظة
والتى تضم مراكز الرياض - البرلس - الحامول - بيلا
ويتنافس فيها المرشحون على مقعدى العمال والفئات
المشهد : مجموعة من المخبرين والخفر يقفون امام باب اللجنة الرئيسى
وهولاء الواقفون يرفضون رفضاً باتاً فكرة ان يدلى اى مواطن بصوته اياً
كان المرشح الذى سيعطيه المواطن صوته وذلك ليس من باب السواسية بالطبع
ولكنه من باب التزييف التام لارادة المواطنين فالصناديق ممتلئة بالداخل عن
اخرها منذ الصباح الباكر فما الحاجة اذن لادخال الناس طالما ان المرضى عنهم
سينجحون بالذوق او بالعافية والمشكلة ان احد المرضى عنهم هو شيخ ازهرى
يشغل منصب هام فى قطاع المعاهد الازهرية بالمحافظة وهذا الشيخ سمح
للمراقبين بترك الحبل على الغارب للغش الجماعى والفردى فى امتحانات
نهاية العام التى تؤهل الطلاب للالتحاق بالكليات العلمية والاسلامية وذلك فى
مقابل معروف طبعاً - اظنه لم يكن فى حاجة اليه بعد ما حدث فى يوم الانتخابات
فهو ناجح ولو لم ينتخبه احد
اما مرشح الاخوان المسلمين فحكايته تستحق قصة وليس جزء من مقال
فالمرشح المهندس الزراعى المهندس / اشرف السعيد مرشح على مقعد
العمال والفلاحين فى الدائرة وكان فوزه مضموناً بالمقابلة مع مرشح الحزب
الوطنى ولكن هيهات
المهم -نال الرجل علقة ساخنة داخل اللجنة عندما حضر اليها فى التاسعة والنصف
فلم يجدها قد فتحت ابوابها بعد فاعترض - وياليته ما اعترض - فبمجرد دخوله
نادى احد الضباط على نحو عشرة من كلاب الداخلية فى صورة رجال
ثم انهالوا على المرشح ضرباً بالايدى والعصى رغم انه كان بصحبة رجل واحد
من انصاره وخرج المرشح من اللجنة يدعو عليهم
فى النهاية - لست من الاخوان مع انى كنت ساصوت لهم اما حال مصر
فواضحة للعيان واما حاكمها فلا اظن ان فرعون
قد اجرم ربع ما اجرم فى حق هذا الشعب

ليست هناك تعليقات: